واصلت أسعار النفط استمرار الانخفاضات التي حدثت بالفعل في اليوم السابق مع وصول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، عقب خطاب دونالد ترامب حول ضرورة إعلان حالة طوارئ الطاقة وسحب الدولة صاحبة الرقم القياسي في انبعاثات الكربون من اتفاق باريس .
واصلت أسعار النفط الخام انخفاضها يوم الثلاثاء، وظلت أقل من 80 دولارًا للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط، المرجع في سوق أمريكا الشمالية، بنسبة 1.77% إلى 76.5 دولار. وفي حالة خام برنت، الذي يعتبر مرجعا للواردات في أوروبا، بلغ الانخفاض حوالي 1% وبلغ السعر حوالي 79 دولارا.
وأكدت عدة مصادر مرتبطة بإدارة ترامب الجديدة في الأيام الأخيرة أن الرئيس الجديد سيعطي زخما جديدا لإنتاج النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، ولهذا السبب تتفاعل الأسواق في البداية مع الاتجاه الهبوطي.
ويعترف بعض المحللين بأن هذا يمكن أن يكون علامة على القيمة المضافة نظرا للشكوك الناجمة عن هذه اللحظة الانتقالية. ويشير آخرون إلى أن حقيقة أن ترامب لم يكشف بعد على وجه التحديد عن موقفه فيما يتعلق بالصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، تجعل المستثمرين متوترين، كما يشير موقع Trading Economics.
تعترف بعض بيوت الاستثمار، مثل ستاندرد تشارترد، بأن إنتاج النفط الخام سيتباطأ حتماً خلال العامين المقبلين بسبب الانضباط القوي الذي اتخذه القطاع تجاه الاستثمار في السنوات الأخيرة، حسبما يقول موقع أويل برايس.
إن زيادة الإنتاج، كما قال دونالد ترامب، هو قرار في أيدي شركات النفط الكبرى ومساهميها، وليس أمراً يمكن اتخاذه من البيت الأبيض.
ومن ناحية أخرى، يتوقع كبار منتجي الغاز الطبيعي في أمريكا الشمالية انخفاض الأرباح بسبب تصحيحات الأسعار في أعقاب الأزمة التي سببتها روسيا. الربحية الأقل يمكن أن تعني أيضًا انخفاض معدل الاستثمار. كما انخفضت أسعار الغاز المرجعية (هنري هاب) بما يقرب من 2% لتصل إلى 3.88 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (الوحدة الحرارية البريطانية).
في حين أشارت العقود الآجلة في أسواق أمريكا الشمالية إلى افتتاحات إيجابية وارتفع الذهب بنسبة 0.44٪ إلى 2780.80 دولارًا للأونصة، ظلت أسواق الأسهم الأوروبية في منطقة مختلطة.
وفي فرنسا، سجل مؤشر Cac 40 زيادة بنسبة 0.21%، كما ارتفع مؤشر FTSE 100 في لندن بنسبة 0.15%. كانت الأسواق مثل البرتغال تتراجع: انخفض مؤشر PSI 20 بنسبة 0.59%، مما يعكس سقوط مجموعة EDP (EDP وEDP Renováveis)، التي عاقبتها التأثيرات المحتملة على سياسة الطاقة المتجددة في أمريكا الشمالية، مع خسائر تقترب من 2%.
وفي مدريد، انخفض مؤشر IBEX 35 بنسبة 0.44%، مع خسارة شركات الطاقة النظيفة مثل Iberdrola (الموجودة في الولايات المتحدة، مثل EDP). وواصلت السوق الألمانية أيضًا انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.10%.