لم تتم الاستجابة لرغبة البابا فرانسيس بوقف إطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية خلال موسم عيد الميلاد هذا. في الواقع، شنت روسيا هجومًا ضخمًا بالصواريخ والطائرات بدون طيار على البنى التحتية والمنشآت المدنية في يوم عيد الميلاد بالضبط في أوكرانيا. كانت الأهداف الرئيسية للهجوم هي محطات الطاقة في أجزاء مختلفة من أوكرانيا في محاولة لجعل أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين يتجمدون ويعانون من برد الشتاء. ومن بين المرافق التي دمرت مستشفى للأطفال، مما أثار غضباً عالمياً. ولا يسع المرء إلا أن يتفق مع وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للهجوم بأنه غير إنساني.
وأطلقت روسيا أكثر من 70 صاروخا وأكثر من 100 طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات. ولأن أوكرانيا لم تكن قادرة على اعتراض سوى نصف هذه الصواريخ فقط، فقد أشاد الكرملين بنجاح العملية. لا تظهر الحصيلة المبكرة للأرواح المفقودة والجرحى أعدادًا كبيرة، ولكن لا تزال هناك أرواح مفقودة وأصيب بعض الأشخاص بجروح خطيرة. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات بعد ورود تقارير من جميع المناطق المتضررة. كان من الممكن أن يموت عدد أكبر من الأشخاص في هذه الهجمات التي شنتها روسيا لو لم يتم بناء محطات مترو الأنفاق في أوروبا الشرقية على عمق كبير تحت الأرض بحيث تعمل أيضًا كملاجئ للغارات الجوية يمكن للناس أن يركضوا إليها عند سماع صفارة الإنذار. ولعل هذا يمكن اعتباره جانباً مشرقاً من انعدام الثقة الذي طال أمده بين الدول الغربية والشرقية في أوروبا.