كامبريدج، المملكة المتحدة — وكانت الحكومة البريطانية محقة في وصف النوبة الأخيرة من تقلبات السوق في المملكة المتحدة بأنها كانت تتغذى في الأساس على “عوامل عالمية” ــ وعلى وجه الخصوص، الارتفاع الحاد في عائدات سندات الولايات المتحدة. كما أنها كانت على حق في الترويج لمدى تعامل أسواق المملكة المتحدة مع الاضطرابات. ولكن لا ينبغي لأحد أن يقلل من شأن التحديات الإضافية التي سيواجهها اقتصاد المملكة المتحدة في الأشهر المقبلة، أو نقاط الضعف البنيوية التي تؤدي إلى تفاقم ضعفه، أو التحرك السياسي المطلوب بشكل عاجل.
يرجع الارتفاع الأخير في العائدات الأمريكية إلى ثلاثة أسباب رئيسية: سلسلة من البيانات الصادرة التي تشير إلى أن النمو الاقتصادي الفعلي والمحتمل يتجاوز التقديرات المتفق عليها؛ وتضخم أعلى من المتوقع (جنبا إلى جنب مع ارتفاع ملموس في توقعات التضخم لدى المستهلكين)؛ وزيادة حساسية السوق لإصدار السندات الذي يأتي مصحوبا بعجز وديون كبيرين. ونظراً لأن الاقتصادات المتقدمة تتنافس على التمويل من المستثمرين العالميين، فلا ينبغي أن يكون من المستغرب أن يتسبب ارتفاع العائدات في الولايات المتحدة في ارتفاع تكاليف الاقتراض في أغلب البلدان الأخرى أيضاً.