وغني عن القول أنه من بين جميع التغيرات الاجتماعية التي أثرت علينا في العقود الأخيرة، فإن واحدة من أعمق التغيرات هي تلك التي تؤثر على الأسرة، سواء في طبيعتها أو في تصورها. في البداية، هناك حقيقة لا تقبل الجدل: إن الأمومة تأتي متأخرة أكثر فأكثر، ونحن ننجب عددًا أقل من الأطفال. ولهذا السبب، الآن وقد اقتربت عطلة عيد الميلاد، يتذكر الكثيرون تلك الطاولات العملاقة حيث كان هناك الأجداد وعدد كبير من العمات وأبناء العم. وكانت الأسر أكبر عندما كان المعيار هو إنجاب ثلاثة أطفال أو أكثر لكل زوجين، في حين أن عدد النساء اللواتي ليس لديهن أطفال ولديهن أطفال فقط، آخذ في الارتفاع، والذي كان الاستثناء في السابق. وهو مفهوم كان شائعًا حتى عقود قليلة مضت مثل مفهوم “الأخ الأوسط”، ولكنه اليوم أصبح أقلية تمامًا. في الوقت الحالي، يوجد عدد أكبر من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 45 و54 عامًا وليس لديهن أطفال مقارنة بعدد النساء اللائي لديهن ثلاثة أطفال أو أكثر، بينما كان الأمر على العكس من ذلك في الأجيال السابقة.