كاباتا تانراسولا نفسها تعني “قصيدة عن مجد الإنسان” في لغتين إندونيسيتين: شمال مالوكو تعني “كاباتا” وماكاسار تعني “تانراسولا”. يعد هذا الأداء جزءًا من مشروع “البحث عن توان جورو” الفني، الذي يجمع بين الموسيقى وسرد القصص والمرئيات والثقافة ليعكس التاريخ الطويل للنضال ضد الاستعمار.
يحكي كاباتا تانسولا قصة شخصيتين إندونيسيتين عظيمتين، الشيخ يوسف المكساري من جوا والشيخ إمام عبد الله قاضي عبد السلام (المعروف باسم توان جورو) من تيدور. كلاهما كانا من العلماء والمقاتلين العظماء الذين ناضلوا ضد الاستعمار الهولندي، على الرغم من أنهم عاشوا في أوقات مختلفة. تم نفي الشيخ يوسف، وهو رجل دين وزعيم المقاومة في جنوب سولاويزي، إلى جنوب أفريقيا بعد أن أسره الهولنديون. وبالمثل توان جورو، الذي تم نفيه إلى كيب تاون بعد محاربة الاستعمار في مالوكو وجاوا.
وعلى الرغم من أنهما كانا في المنفى، إلا أن كل منهما واصل نضاله بطرق مختلفة. وأصبح الشيخ يوسف رمزا للمقاومة الثقافية والروحية في جنوب أفريقيا، في حين أسس توان جورو أول مجتمع مسلم هناك، والذي أصبح رائد المسلمين في كيب تاون حتى يومنا هذا.
بدأ العرض بموكب قوي: حمل الموسيقيون حجارة كبيرة مربوطة بحبال بيضاء إلى المسرح، وهو رمز للعبء التاريخي للاستعمار الذي لا يزال محسوسًا. قاموا بسحب الحجر وضربه على الأرض، مما أحدث صوتًا قويًا يتردد صداه، ويذكرنا بجراح الماضي التي لا ينبغي نسيانها.
إعلان
لمدة 45 دقيقة، استمتع الجمهور بمزيج من الفنون الموسيقية الإندونيسية التقليدية مثل سينريليك (آلة موسيقية تقليدية من ماكاسار) وأرابابو (آلة موسيقية مالوكو التقليدية)، وحركات الرقص، والسرد، والرسوم المتحركة المرئية والإضاءة الفنية. تنقل قصة صراع الشيخ يوسف وتوان جورو في جو يبعث الحياة في المشاعر ويلامس القلب.
هذا المشروع الفني ليس مجرد عرض، ولكنه أيضًا تذكير بأن النضال ضد الاستعمار هو جزء من تاريخ مشترك لا يزال ذا أهمية حتى يومنا هذا. أوضحت هيلزا أميليا، مديرة الإنتاج في كاباتا تانراسولا، أن هذا العمل كان نتيجة للتعاون بين الثقافات الذي تم تصميمه على مدار ثلاث سنوات. وقال هيلزا: “هذا الأداء هو جسر لإدراك أن النضال ضد الاستعمار جزء من التاريخ الجماعي الذي يجب الاستمرار في الاهتمام به”.
يفتح كاباتا تانراسولا مساحة للحوار بين الأرخبيل الإندونيسي والمغتربين الإندونيسيين في كيب تاون، ليربط التاريخ والثقافة اللذين طالما فصلتهما المسافة والزمن. يذكرنا هذا الأداء أيضًا بأن روح النضال ضد الظلم تظل ذات صلة، حتى في سياق العالم الحديث.