بيروتبأغلبية 85 صوتاً وغياب كتلة الوفاء للمقاومة النيابية المؤلفة من حزب الله وشريكه الشيعي حركة أمل، تولى السبعيني نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، منصب رئيس محكمة العدل الدولية. رئيس وزراء لبنان. يضع هذا التعيين حداً لسنتين من الشلل المؤسسي، الذي اتسم بحكومة مؤقتة بقيادة رجل الأعمال نجيب ميقاتي، والتي عملت في ظل ديناميكية الإدارة اليومية فقط.
وسلام، الذي يعتبر إصلاحيا، هو مسلم سني، وهو المجموعة الدينية الوحيدة المؤهلة لتولي منصب رئيس الوزراء في ظل النظام الطائفي في البلاد. وفي السنوات الأخيرة، سبق لسلام أن ترشح لهذا المنصب مرتين. وقد تعززت مكانته الدولية في العام الماضي بعد انتخابه رئيسا لمحكمة العدل الدولية، حيث ترأس قضايا بارزة، مثل قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
حزب الله أضعف من أي وقت مضى
ويمثل انتخاب سلام نكسة كبيرة لحزب الله، الذي ظل نفوذه السياسي والعسكري يضعف على نحو مطرد. وتأتي هذه الخطوة إضافة إلى انتخاب جوزف عون رئيسا للبنان الأسبوع الماضي. كما تم انتخاب عون، رئيس الأركان والشخصية البعيدة عن الاصطفافات السياسية التقليدية، بأغلبية مطلقة دون دعم حزب الله.
والاثنين، انسحب المرشح المدعوم من الكتلة الشيعية، رجل الأعمال السني فؤاد مخزومي، من السباق لرئاسة الوزراء في اللحظة الأخيرة وأيد سلام. وباءت محاولات حزب الله وحركة أمل لتأجيل التصويت لتعزيز الدعم لرئيس الوزراء المؤقت ميقاتي بحصوله على تسعة أصوات فقط.
تجديد لإعادة الإعمار
لكن المشهد الإقليمي والوطني تطور وأضعف منطق القوة القديم. لم تعد رواية «تهدئة حزب الله» أو «تجنب المواجهات» تهيمن على القرارات السياسية. كما أشارت افتتاحية الصحيفة الرقمية هنا بيروتأظهرت الانتخابات الأخيرة تحولاً نحو حقبة جديدة تبدو فيها الأولويات السياسية متوافقة مع إعادة بناء الدولة أكثر من تعزيز التحالفات الطائفية.
بالنسبة للعديد من اللبنانيين، تمثل هذه اللحظة فرصة فريدة في تاريخ البلاد. إن انتخاب سلام وعون، الشخصيتين اللتين ترمزان إلى إمكانية التغيير، يبعث الأمل في بناء دولة أقوى وأكثر استقلالية. ويعكس هذا السيناريو، الذي لم يكن من الممكن تصوره قبل بضعة أشهر فقط، نقطة تحول يمكن أن تعيد تحديد مستقبل لبنان.
لكن التحديات التي تواجه سلام وعون هائلة. لقد سلكوا طريقاً يخالف التقاليد، ويواجهون قضايا رئيسية مثل استقلال القضاء، وسيطرة الدولة على الأسلحة، والانتعاش الاقتصادي. وسيكون نجاح عمله حاسما في تحديد مستقبل لبنان وتحديد ما إذا كانت البلاد ستنجح في المضي قدما أم أنها ستظل عالقة في مشاكلها القديمة.