لقد تم تصور رؤية مدينة كلارك جرين (التي تسمى الآن مدينة كلارك الجديدة) نتيجة لحاجة مدننا إلى البقاء. إنها ليست مجرد مسرحية عقارية، بل هي استجابة لتحديات عصرنا. دفعتني أربع أزمات كبرى إلى إدراك ضرورة بناء عاصمة مستقبلنا. هذه الأزمات هي: 1) فيضان أوندوي عام 2009 الذي أغرق منطقة مانيلا الكبرى بكمية غير مسبوقة من الأمطار، والتي أصبحت الآن الوضع الطبيعي الجديد؛ 2) إعصار يولاندا الفائق عام 2013 الذي دمر تاكلوبان والمدن والبلدات الرئيسية في بيكول وفيساياس، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 378 كم/ساعة وبلغ ارتفاع العواصف 7.5 متر؛ 3) زلزال بوهول عام 2013 الذي دمر بوهول ومدن أخرى في فيساياس؛ و4) الازدحام المروري الذي لا يطاق والتلوث الذي لا يطاق في منطقة مانيلا الكبرى ومدننا الكبرى، مما يكلف الاقتصاد 5 مليارات بيزو يوميًا.
وبحلول عام 2050، ذكرت الأمم المتحدة أن 68 في المائة من سكان العالم سيعيشون في المدن، مقارنة بـ 56 في المائة في عام 2020. ومن المتوقع أن يضيف هذا التوسع الحضري ما يقرب من 2.5 مليار شخص إلى سكان العالم على مدى العقود الثلاثة المقبلة. ويفرض هذا الاتجاه تحديات كبيرة على البنية التحتية، والاستدامة البيئية، وتقديم الخدمات الأساسية مثل الإسكان والنقل والرعاية الصحية. وبحلول عام 2030، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 90% من النمو الحضري سيحدث في آسيا وأفريقيا، حيث تواجه دول مثل الفلبين زيادات سريعة في الكثافة السكانية والتوسع الحضري. فاليابان، على سبيل المثال، يعيش 91% من سكانها في المناطق الحضرية، خاصة في طوكيو وأوساكا وناغويا. ومع انخفاض معدل المواليد، تشهد اليابان أيضًا إخلاء مناطقها الريفية من السكان، مما أدى إلى هجر 8 ملايين منزل، الأمر الذي يثقل كاهل الإنتاجية الزراعية بشكل كبير. ويحدث نفس الاتجاه أيضًا في أوروبا.