أدى العلاج بالخلايا المناعية المهندسة (CAR-T) إلى تقليص أورام المخ لدى المرضى الصغار جدًا، واستعادة الوظيفة العصبية، وبالنسبة لمريض مشارك، أزال جميع الآثار القابلة للاكتشاف لنوع من ورم الدماغ الذي يعتبر عادةً غير قابل للشفاء. هذه هي النتائج المهمة التي تم نشرها في مجلة Nature، لتجربة سريرية أجريت في جامعة ستانفورد للطب في كاليفورنيا.
هذه التجربة، وهي واحدة من أولى النجاحات ضد الأورام الصلبة لعلاج CAR-T، توفر الأمل للأطفال الذين يعانون من مجموعة من أورام الدماغ والحبل الشوكي القاتلة. حصل العلاج مؤخرًا على تصنيف علاجي متقدم من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مما يمنح الباحثين إمكانية الوصول إلى نسخة سريعة من عملية موافقة إدارة الغذاء والدواء.
ومن بين 11 مشاركًا تلقوا خلايا CAR-T في التجربة، أظهر تسعة منهم فوائد، مع تحسن في الإعاقات الناجمة عن المرض. ورأى أربعة منهم أن أورامهم تتقلص بأكثر من النصف، وحصل أحدهم على استجابة كاملة، مما يعني أن الورم اختفى من فحوصات الدماغ. ورغم أنه من السابق لأوانه القول بأنه شفي، إلا أن المريض يتمتع بصحة جيدة بعد أربع سنوات من التشخيص. “هذا الورم هو مرض مميت عالميًا وقد وجدنا له علاجًا يمكن أن يسبب تراجعًا كبيرًا في الورم وتحسينات سريرية” تؤكد المؤلفة الرئيسية للدراسة، ميشيل مونجي.
الأورام الدبقية المتوسطة المنتشرة، والتي يمكن أن تنمو في الدماغ أو الحبل الشوكي، يبلغ متوسط فترة بقائها على قيد الحياة حوالي عام تقريبًا ولا يوجد علاج حاليًا. ومن هنا جاءت فكرة محاولة العلاج بخلايا CAR-T، أو الخلايا التائية ذات مستقبلات المستضد الخيميري، التي يتم إنتاجها عن طريق أخذ بعض الخلايا الليمفاوية التائية للمريض وتعديلها لجعلها قادرة على الارتباط بهدف جزيئي محدد (في هذه الحالة ورم سطح المستضد يسمى GD2).
يتم بعد ذلك غرس الخلايا مرة أخرى في المريض، حيث تؤدي إلى استجابة مناعية ضد الخلايا السرطانية المستهدفة.
منذ عام 2017، تمت الموافقة على خلايا CAR-T من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج سرطانات الدم، لكنها لم تحقق نفس النجاح ضد الأورام الصلبة. في الدراسة، لم تتقلص الأورام فحسب، بل خفف العلاج أيضًا من الأعراض الشديدة والإعاقات المرتبطة بها.
الاستنساخ محفوظة © حقوق الطبع والنشر لوكالة أنسا